قد أكون انا الذي كان يعيش وحيدا في مزرعة واقعه على إحدى المناطق على سهل الباطنه ذلك حين أرتمت ملامح ذالك المكان بكل ذاكراه وأوصاله وخلف منزلنا تناثرت أشجار السمر التي عرفتها شجرة شجرة كيف لا أعرفها وانا راعي غنم .. عشت هنالك عمر طفولتي غارسا شظايا ذكراي في كل مكان . هل أنا الذي جاب تلك السهول الغبراء بقلبي الكبير الذي عانيت من حمله الكثير . لا أدري لماذا كنت كهلا في صغري . لا بالأحرى كنت طفلا بقلب كهل ...وها انا أعيش الان في زحام الأيام .في مخاض الأحلام الرمادية بطعم الماء .. أصبحت لا أستطيع العودة إلى منبتي إلى قليلا مالا يكفيني لوضع أحلامي جانبا والرجوع صغيرا أعني ترك حالتي المعقدة والعودة إنسان بسيط لا يملك الكثير ليفكر به...العودة إلى منبتي نعم منبتي فلقد نبت من تلك السهول ...ما عادة أغنامي تفهمني فحديثي تغير مذ ذهبت إلى العاصمة للدراسة وتغير الكثير في حياتي .. أصبحت مضطرا أن أصطنع الإبتسامه لجميع من ألاقي كي لا يقال عني شخص متجهم. الضحك والكلام بما يظحك ولو لم احس بارغبة في نفسي وأردد دائما لاتوجد مشكله في ذلك فقط مثل من اجل مشاعر الناس. وأرتدي الملابس النظيفة البيضاء الثقيلت كي لا يقال عني غير مثقف غيرنظيف سيئ الخلاق كذاب غشاش حاسد وغبي. لم أستطع إلى الآن أن اتعلم من أهل المدينة كيف يستطيعون قرآت كل هذه الصفات من ملابسي ....وما ذا سيقولون لو مشيت عاريا ؟
في المدينة تحس أن الذنوب تقاس بميزان آخر ..خفيفة جدا هي الذنوب
لكن صوت في داخلي لا أعرف من أين يأتي بصداه البعيد يوقذ في روح ذالك الطفل الصغير الذي تعود العيش مع نفسه يخاطب الأشجار يفهمها ويحس أنها تفهمه